أيمكن مقاضاة (سكرتير) الأمم المتحدة لمنعه نشر تقرير “الأسكوا”؟
أعتقد أني من القلة العرب الذين يعتقدون بأن القانون والقضاء سلاح له أهمية في أية معركة. وهذا ينطبق على أمتنا المهزومة. وحين أقول هذا فلست من السذاجة حتى أقول بأنه سوف يحقق المعجزات ولست من الغباوة حتى أعتقد أنه لا ينفع. فالقضاء مسيس دون شك خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالعلاقات الدولية. لكن لكل شيء حدود ومن تلك الحدود أن الظلم والعدوان قد يكون بالدرجة التي لا يمكن للقضاء ستره وتجاهله.
لكن هذه الأمة لا تعرف قيمة القانون والقضاء لأنها نشأت وتربت على طغيان الحاكم منذ الدولة العثمانية مروراً بالإستعمار المباشر حتى الحكم “التقدمي” الذي فشل في فهم التأريخ وفشلت جماهيره في فهم معنى الثورة والتقدم.
فقد سلبت فلسطين كلها عام 1948 (وليس عام 1967 كما يعتقد البعض) ولم يقم أحد بمقاضاة بريطانيا على ما فعلت بالناس وأملاكهم. وحين وصل موضوع الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية، في إجراء نادر، جاء القرار بادانة اسرائيل مما يعزز قولي بجدوى المقاضاة.
وقامت حرب 1967 ولم يقاض أحد اسرائيل أو من دعمها في الغرب.
وحوصر العراق حصار إبادة ولم تتقدم حكومة العراق بشكوى!
قل: قامت بينهما عَلاقة
ولا تقل: قامت بينهما عِلاقة
ونأخذ مما كتبه ثعلب في “باب المكسور أوله والمفتوح باختلاف المعنى” ما يلي: “تقول إمرأة بِكرٌ، ومولود بِكرٌ إذا كان أول ولد أبيه وأمه بكر وأبوه بكر. والبَكرُ من الإبل: الفتى والأنثى بكرة. والحَبْرُ: العالِم، والحِبْرُ: المداد. والقَسَمُ: النصيب، والقِسمُ: المصدر. والصَّدق: الصلب، والصِّدقُ: خلاف الكذب. وجَزعُ الوادي: جانبه ويقال ما انثنى منه وقال ابن الأعرابي هو معظمه، والجِزعُ: الخِرَزُ. والشَّفُّ: الستر الرقيق، والشِّفُّ: الفضل. والدَّعوة في النسب، والدِّعوّةُ الى الطعام وغيره. والحَملُ: ما كان على الظهر، والحِملُ: حِملُ المرأة. والمَسكُ: الجلد، والمِسكُ: الطيب. والجِدُّ: في الأمر، والجَدُّ: في النسب وهو الحظُّ أيضاً. والوَقرُ: الثقل في الأذن، والوِقْرُ: الحمل على الظهر وغيره. والجَنَّة: البستان، والجِنَّة: الجن والجنون. والعِلاقة (بالكسر): عِلاقة السوط وغيره، والعَلاقة (بالفتح): عَلاقة الحب. وحِمالة: للسيف، وحَمالة: ما لزمك من غرم في دية. والإمارة وهي الإمرة: الولاية، والأمارة: العلامة. وهم بِضعة عشر رجلاً، وهي بَضعة من لحم. وفي الدين ونحوه عِوَجٌ وفي العصا ونحوها عَوَجٌ. وعِدلُ الشيء: مثله، والعَدْلُ: القيمة. والرَّقُّ: الذي يكتب فيه، والرِّقُّ: الملك.”
كتب الضبي في باب ما جاء بالفتح من الأفعال والعامّة تغلط فيه: “وهو مَسْكُ الشّاة، ومَسْكُ الشّاة: جِلْدُها. ولا تقل: مِسْك، إنما المِسْكُ الطِّيب الذي يُشَمُّ.”
قل: هي من الصفات الذَّوَوَيّة
ولا تقل: هي من الصفات الذاتية
وكتب البغدادي في ذيل فصيح ثعلب: “والنسبة الى الدواء “دَوَويّ” وقول العامة “دوائي” لا وجه له. وكذلك النسبة الى ذات “ذَوَويّ”، وقول المتكلمين “ذاتي” و الصفات “الذاتية” مخالف للأوضاع العربية”. (more…)
قل: حكاية عن غيره
ولا تقل: حكاية عن الغير
كنت قد تساءلت في الحلقة السابقة مستغرباً عن سبب وقوع عالم للعربية مثل المرحوم الشيخ ابراهيم اليازجي ضحية الخطأ الذي وقع فيه عدد ممن كتبوا في العربية وذلك حين أجاز دخول “الـ” على كلمة “غير”.
فرد علي صديقي الشاعر والذي عودني بكرمه أن يعلق ويصحح وينقد لإهتمامه بالعربية أولاً ولاهتمامه بمساهمتي المتواضعة في خدمة اللغة التي نعتز كلانا بالإنتماء لها، فكتب:
“استغربت أخي الكريم اذ رأيت اليازجي يدخل الألف واللام على “غير” ظناً منك أن ذلك غير جائز. “غير” من حروف المعاني تعني “سوى” وتأتي أيضاً نعتاً فتقبل التعريف بالألف واللام. قال صاحب القاموس: التعادي: الأمكنة الغير المتساوية وقال أيضاً: والعدواء كالغلواء: الأرض اليابسة الصلبة والمركب الغير المطمئن وقال مثل ذلك هو وسواه”.
ففكرت أن أكتب له لكني وجدت أن أكتب للجميع مما قد يحقق نفعاً عاماً. (more…)
مقدمة
قل: أذاب الصائغ الذهب في البُوطَةِ
ولا تقل: أذاب الصائغ الذهب في البوتقةِ
وكتب البغدادي في ذيل فصيح ثعلب: “البُوطة التي تسميها العوام البوتقة”.انتهى
وجاء في العباب الزاخر: “البُوْطَةُ: التي يُذُيْبُ فيها الصّاغَةُ ونَحْوُهم من الصنّاع.”
ويبدو أن كلمة “البوتقة” التي يستعملها اليوم عدد من المتحذلقين العرب يعود استعمالها الخاطئ للقرن السادس الهجري أو حتى قبله. وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
ما كنت لأكتب هذا حيث إني أكره التكرار وقد اضطر لتكرار بعض ما كتبته قبل أسبوع. لكني سمعت من أحد أصدقائي والذي اعده عالماً ببطائن الأمور قوله إن نتائج مؤتمر موسكو الأخير كانت في صالح الدولة السورية. فقلت في نفسي إذا كان هذا حال صديقي العارف فما هو حال من لا يعرفون.
إن مؤتمر موسكو الأخير وقراراته كانت ضد مصلحة سورية وبرغم أنفها!
لا أقول هذا لأن عندي معلومات عما دار وما لم ينشر لكنني ألحظ الإشارات وأبني عليها. تعالوا معي نجمع عددا من الملاحظات ثم نقرأها معاً ونستخرج منها العبر. (more…)
لم أكتب كثيرا عن خراب سورية في السنوات الخمس الماضية ليس تقاعساً ولكن لأن جديداً لم يقع حيث ما زالت المعركة هي كما بدأت باسبابها وأدواتها. وما زلت أؤمن كما كتبت منذ أربع سنوات أن الحل الوحيد في سورية هو الحل العسكري بمعنى أن خراب سورية لن يتوقف حتى ينتصر طرف على آخر. فقد كتبت هذا حين كان الحديث على أشده من أغلب الأطراف والمعلقين بضرورة اللجوء للحل السلمي لأنه الحل الوحيد. وما زلت اليوم على ذلك الرأي!
وليست هذه القناعة نابعة عن رغبتي في استمرار الخراب في سورية بل على العكس من ذلك فان أي سوري يقتل هو ضياع من هذه الأمة وأي بناء يهدم فهو ضياع من موجودات هذه الأمة. لكن قناعتي بأن الحل العسكري وحده هو الممكن ناتج عن فهمي لحقيقة المعركة وطبيعتها.
وأمس أغناني أحدهم عن الحاجة لكتابة مقال طويل كي أبين ذلك فيقتنع من اختار أن تكون على عينيه غشاوة. إذ قال اللورد ريتشارد وهو رئيس أركان الجيش البريطاني بين عامي 2010-2013 للإذاعة البريطانية: “إن على بريطانيا أن تقبل بأن الغرب خسر الحرب في سورية…….فقد تمكن فلاديمير بوتن وبشار الأسد من التغلب على امم الغرب بخططهم الواضحة.”
قل: أطلقت القوات اليمنية صاروخاً فضائياً
ولا تقل: أطلقت القوات اليمنية صاروخاً باليستياً
ما تنفك وسائل الاعلام تتحدث عن استعمال صوارخ باليستية وهي النقل العربي للكلمة الإنكليزية (Ballistic). وهي ولا شك تفترض ان المستمع أو المشاهد العربي يفهم بالفطرة معنى الصاروخ الباليستي لأن الكلمة عربية أصيلة لها جذر أو مصدر اشتقت منه. لكني أكاد أجزم أن أكثر مستعملي الكلمة من الاعلاميين العرب لا يعرفون حقاً معناها. فمن أين جاءت الكلمة وما الذي تعنيه؟
فأصل الكلمة ليس انكليزيا لأن اللغة الإنكليزية ليست لغة اشتقاقية بل هي مزيج من اللاتيني والألماني والانكليزي القديم وقليل من الاسكندنافي. لذا فحين يحتاج الانكليزي لكلمة جديدة تعبر عن استعمال أو مخترع جديد فانه يلجأ عادة للغة اللاتينية الإشتقاقية والتي بدورها أخذت كثيرا عن اللغة الإغريقية.
وقد دخلت الكلمة الإستعمال في اللغة الانكليزية في القرن الثامن عشر باستعارة الكلمة اللاتينية “بالستا” والتي كانت تعني “المنجنيق”، وهي بدورها أي “بالستا” مأخوذة عن الاغريقية “بالين” والتي تعني “أن ترمي”. فكان الهدف هو إيجاد كلمة تعني الرماية بارتفاعات شاهقة مع دقة في الإصابة.
أما ما تعنيه في يومنا هذا فهو وصف حركة الشيء من قذيفة أو جسم بعد توقف المحرك فيه، حيث يخضع الشيء المتحرك في مساره لحركة يحكمها زخمه الذاتي المكتسب والقوى الخارجية من جاذبية ومقاومة الهواء له. (more…)