قل ولا تقل / الحلقةالثالثة والأربعون
إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)
قل: دعت الجمعية المواطنين للإمتناع عن التَّسوُّق
ولا تقل: دعت الجمعية المواطنين للإمتناع عن التَّبَضُّع
لقد شاع في الإعلام العربي كثيرا وأخذه عنهم اصحاب المحلات التجارية إستعمال عبارات “التبضع” و”تبضع” بمعنى “التسوق” و “تسوق” ولم يسمع قبل عن العرب هذا الإستعمال. فكيف دخل هذا الخطأ الشنيع؟
فقد كتب ابن منظور:
“بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً: قطعه، والبَضْعةُ: القِطعة منه؛ تقول: أَعطيته بَضعة من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة مجتمعة ……. وفلان بَضْعة من فلان: يُذْهَب به إِلى الشبَه؛ وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعة منِّي، من ذلك، وقد تكسر، أَي إِنها جُزء مني” ثم قال في موضع آخر: والبُضْعُ النّكاح؛ عن ابن السكيت…….والمُباضَعةُ: المُجامَعةُ، وهي البِضاعُ…وفي المثل: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع.